يُعرف ارتفاع الكوليسترول أو فرط كوليسترول الدم (Hypercholesterolemia) بأنه حالة يرتفع فيها تركيز الكوليسترول في الدم عن المستوى الطبيعي، والذي يبلغ 200 ملليغرام/ ديسيليتر.

وبالرغم من أنّ الكوليسترول يُعد أحد الدهون الطبيعية في الدم، إلّا أنّ ارتفاع تركيزه بشكل مبالغ فيه يُسبب حدوث مضاعفات خطيرة، لذلك من المهم التعرف على أعراض ارتفاع الكوليسترول، وعلى الفئات الأكثر عرضة لارتفاع الكوليسترول، وهذا ما سنتناول تفاصيله في المقال الآتي:

ما هي أعراض ارتفاع الكوليسترول؟

إنّ ارتفاع الكوليسترول بحد ذاته لا يُسبب ظهور أعراض على المُصاب، وتُعد الطريقة الوحيدة والموثوقة للتأكد من ارتفاع الكوليسترول هي إجراء فحص مخبري. 

ولكن في بعض الحالات قد يؤدي ارتفاع الكوليسترول الشديد إلى ظهور بعض الأعراض على بعض الأشخاص. وهذه أبرز أعراض ارتفاع الكوليسترول الشديد:

  • ظهور نتوءات صفراء على الجلد ناتجة عن تجمع الكوليسترول خاصةً في مفاصل اليدين، أو الركبتين وتُعرف هذه الحالة بـالورم الأصفر (Tendon xanthomata).
  • ظهور لويحات صفراء (Xanthelasmas) مليئة بالكوليسترول بالقرب من الزاوية الداخلية للعين.
  • الإصابة بالضعف أو العجز الجنسي عند الرجال، نتيجة تأثر الشرايين بالارتفاع الشديد للكوليسترول.
  • ظهور حلقات بيضاء شاحبة (رمادية) حول قزحية العين، والذي يُعرف بقوس القرنوية (Corneal arcus).

ما هي أعراض المضاعفات الناجمة عن ارتفاع الكوليسترول؟

كما ذكرنا سابقًا، لا تظهر أعراض ارتفاع الكوليسترول بشكل واضح لدى المعظم، ولكن مع مرور الوقت قد يزيد تركيز الكوليسترول في الدم بشكل مبالغ فيه (أي أعلى من 240 ملليغرام/ ديسيليتر)؛  مسببًا زيادة خطر الإصابة ببعض الحالات الصحية التي يُرافقها ظهور أعراض.

وفي الفقرات التالية سوف نوضح أبرز المضاعفات الناتجة عن ارتفاع الكوليسترول والأعراض المُرافقة لها:

 

1- مرض الشريان التاجي (Coronary artery disease)

مرض الشريان التاجي (CAD) هو أحد أمراض القلب التي تنجم عن تراكم الدهون في الشرايين الرئيسية التي تمد القلب بالدم وتسبب تضييقها.

عادةً ما يُسبب مرض الشريان التاجي عدد من الأعراض التي تختلف بين الجنسين، وفي الآتي أكثرها شيوعًا:

  • آلام الصدر.
  • الغثيان.
  • التعب الشديد.
  • ضيق في التنفس.
  • آلام الرقبة، أو الفك، أو الظهر، أو الجزء العلوي من البطن.


2- الجلطة القلبية (Heart attack)

تحدث الجلطة القلبية نتيجة تراكم الدهون والكوليسترول وغيرها من المواد في الشرايين التي تمد القلب بالدم مسببةً انسداد هذه الشرايين تمامًا أو انخفاض تدفق الدم فيها بشكل شديد، عادةً ما يصاحب الجلطة القلبية ظهور الأعراض الآتية:

  • شعور بالضيق أو آلام في الصدر والذراعين.
  • صعوبة في التنفس.
  • شعور بالقلق.
  • دوخة.
  • مشاكل هضمية كالغثيان، أو عسر الهضم، أو الإصابة بحموضة المعدة.
  • التعب المفرط.

 

3- الجلطة الدماغية (Stroke)

تُعد الجلطة الدماغية أحد مضاعفات ارتفاع الكوليسترول في الدم، والتي تحدث نتيجة تراكم الدهون والكوليسترول في أحد الشرايين التي تمد الدماغ بالدم مسببًا انسداد هذه الشرايين أو تضيقها.

عادةً ما يُرافقها عدد من الأعراض، مثل:

  • فقدان التوازن المفاجئ.
  • الدوار المفاجئ.
  • فقدان تناسق الوجه، والذي يظهر على شكل تدلي الجفن والفم من جانب واحد فقط.
  • عدم القدرة على تحريك جانب واحد فقط من الجسم.
  • التحدث بصعوبة وعدم وضوح الكلمات.
  • خدران في أحد أجزاء الوجه، أو في ذراع واحدة، أو ساق واحدة.
  • عدم وضوح الرؤية أو رؤية مزدوجة.
  • صداع حاد مفاجئ.
  • الارتباك.


4- مرض الشرايين المحيطية (Peripheral arterial disease)

ينتج مرض الشريان المحيطي (PAD) نتيجة تراكم الدهون والكوليسترول في الشرايين التي تمد الساقين أو الذراعين أو الكلى أو المعدة بالدم والأكسجين، مسببًا انسدادها وظهور بعض الأعراض، وهذه أبرزها:

  • تشنج العضو المصاب.
  • ألم وتعب في العضو المُصاب.
  • ألم في الساقين عند ممارسة التمارين أو عند أداء النشاطات المختلفة.
  • شعور بعدم الراحة في القدمين.

ومن الجدير بالذكر أنّ الأعراض السابقة هي الأعراض المًبكرة للمرض، والتي مع تطور المرض قد تحدث بشكل أكثر تكرارًا، أو قد يظهر غيرها من الأعراض الشديدة.

متى يجب إجراء تحليل كوليسترول الدم؟

قد وضحنا سابقًا أن أعراض ارتفاع الكوليسترول غير واضحة، وتعد الطريقة الوحيدة والموثوقة للتأكد من ارتفاع مستوياته هي إجراء تحليل كوليسترول الدم، ولكن متى يجب إجراء التحليل؟

تضمنت توصيات المعهد القومي للقلب والرئة والدم (National Heart, Lung, and Blood Institute/ NHLBI) فيما يتعلق بإجراء فحوصات تركيز الكوليسترول في الدم حسب العمر الآتي:

  • عمر 9 – 11 عامًا: يجب إجراء فحص نسبة الكوليسترول في الدم لأول مرة وتكراره كل 5 سنوات.
  • الرجال بعمر 45 – 65، والنساء بعمر 55 – 65 عامًا: إجراء الفحص كل سنة إلى سنتين.
  • أكبر من 65 عامًا: إجراء الفحص سنويًا.

كما أوصت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (Centers for Disease Control and Prevention) اختصارًا (CDC) بإجراء تحليل كوليسترول الدم للبالغين مرة كل 4 – 6 سنوات.

ومن الجدير بالذكر أنه قد يوصي الطبيب بزيادة عدد مرات إجراء فحص الكوليسترول في الحالات الآتية:

  • لم تكن نتائج تحليل الكوليسترول ضمن المستويات الطبيعية.
  • وجود تاريخ عائلي من ارتفاع نسبة الكوليسترول أو أمراض القلب.
  • الإصابة بأمراض القلب أو بمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لارتفاع كوليسترول الدم؟

لأنّ أعراض ارتفاع الكوليسترول غير واضحة، يُنصح بإجراء فحوصات الكشف المُبكر عن ارتفاع الكوليسترول بشكل دوري للفئات الأكثر عرضة لارتفاع كوليسترول الدم، وهم:

  • الرجال أكبر من 40 عامًا.
  • النساء أكبر من 50 عامًا، أو في مرحلة انقطاع الطمث.
  • المصابون بمرض السكري.
  • المصابون بارتفاع ضغط الدم.
  • المدخنون.
  • من لديهم تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب أو الجلطة الدماغية.
  • من تظهر عليهم أعراض جسدية لارتفاع الكوليسترول، مثل: ترسبات دهنية تحت الجلد.
  • من لديهم دهون متراكمة في منطقة البطن.
  • وجود دليل على الإصابة بمرض الشريان التاجي أو بأمراض في الأوعية الدموية مع أعراض أو بدون، ومن الأمثلة على أمراض الأوعية الدموية: أمراض الكلى، أو مرض الشريان المحيطي، أو تمدد الأوعية الدموية.

قم بتحميل تطبيق ألما هيلث الآن!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *